غرب آسيا تحفز ناشئات سوريا على تحدَي الصعوبات
على الرغم من الأزمة العنيفة التي تمر بها سوريا منذ حوالي 7 سنوات، والتي شلّت الحركة الرياضية وبشكل خاص كرة القدم التي دفعت ثمن الحرب والمشاكل السياسية في البلاد، بمنعها من استضافة أي مباراة ودية أو رسمية في العاصمة دمشق. وكانت الكرة النسائية الضحية والمتضرر الأكبر، اذ توقف دوري الاناث بكل فئاته العمرية منذ 6 سنوات وانخفضت مشاركات المنتخب الاسيوية والتي كان آخرها في نيسان الماضي بعدما فشل في التأهل الى بطولة كأس آسيا للسيدات 2018 والتي تجري منافساتها حاليا في الاردن، وذلك بخسارته الرابعة في التصفيات النهائية أمام ايران 0-1 بعدما خسر امام سنغافورة وميانمار وفييتنام.
لكن الكرة النسائية السورية لا تموت، فهي وان مرّت ببعض الظروف التي حالت الى توقفها وتراجعها الا أنها ترفض الرضوخ للواقع، وتتطلع الى الأمام عبر بناء جيل كروي يمثل أمل ومستقبل البلاد. وانطلاقاً من هذه الخطة، كانت بطولة غرب آسيا الاولى للناشئات دون 15 عاماً والتي تستضيفها حاليا الامارات العربية المتحدة هي نقطة التحول الأساسية للكرة النسائية السورية بعدما قرر القيّمون عليها بتحدّي الصعوبات والمباشرة بالعمل على أرض الواقع بتأسيس منتخب للناشئات والمشاركة في البطولة.
“بسيطة شو صار سوريا متل النار” هو الشعار التي رددته ناشئات المنتخب بعد تعرضهن لخسارة قاسية أمام الأردن 15-0 في انطلاق مباريات المجموعة الاولى، وان دلّ ذلك على شيء فهو الروح العالية التي يتمتع بها المنتخب وحبه للعبة، فمشاركته في البطولة هي فوز بحد ذاته.
ويقول مدير المنتخب السوري موفّق فتح الله ان منتخب الناشئات تم تأسيسه من خلال أكاديميات للكرة النسائية: “اعتمدنا على الاكاديميات لان الدوري متوقف، واستطعنا استدعاء لاعبات من محافظات السويداء واللاذقية ودمشق وتدريبهن في شهرين ونصف”. ويواصل فتح الله حديثه عن الهدف من المشاركة في بطولة غرب آسيا الحالية: “هدفنا اعداد منتخب كرة قدم ليكون امل المستقبل للمشاركة في بطولة كأس آسيا المقبلة والتأهل الى نهائياتها وبناء الكرة النسائية السورية من جديد”.
ويضيف فتح الله أن العمل جار على قدم وساق لاعادة سيدات سوريا الى الخارطة المحلية والاسيوية عبر تأسيس منتخب للشابات دون 18 عاماً للمشاركة في بطولة غرب آسيا الاولى والتي ستقام في لبنان في تموز المقبل.
وتحدث فتح الله عن الصعوبات التي واجهها خلال تأسيس المنتخب: “تجربة أولى وعانينا بتجميع الصغيرات من المحافظات لكننا حظينا بدعم الأهل وقمنا بالعديد من المعسكرات الداخلية في دمشق لتوفير بعض العناء وسنعمل على استكمال ما بدأنا به وصولا الى المنتخب الأول”.
ويشير فتح الله الى ان منتخب الناشئات خاض العديد من المباريات الودية في سوريا مع فرق للشباب كون ليس هناك اندية للسيدات وخاصة بعدما فشل في خوض مباريات ودية مع الدول المجاورة.
وشدَد فتح الله على ان مشاركة ناشئاته في بطولة غرب آسيا هي خطوة مهمة لا تقل شأناً عن مشاركة رجال سوريا الاسيوية: “منتخبنا الاول للرجال كاد ان يتأهل الى نهائيات كأس العالم ونحن سنثبت للجميع ان الكرة النسائية لا تقل شأنا عنهم وسيقدمن صورة رائعة تليق ببلدهن”.
وكشف فتح الله ان هذه البطولة شكلت حافزا كبيرا للاعبات لممارسة اللعبة لذلك سيعملون بعد العودة من البطولة على تأسيس دوري لهذه الفئة واعادة الحياة الكروية النسوية السورية بكل فئاتها.