“كأس الحسين”.. رمزية تاريخية وعودة ميمونة

لطالما كان “كأس الحسين” رمزاً تاريخياً لبطولة اتحاد غرب آسيا لكرة القدم منذ انطلاق نسختها الأولى عام 2000 والتي حملت طابعاً خاصاً وقتها حينما جاءت تخليداً لذكرى المغفور له الملك الحسين بن طلال رحمه الله.

ولأن البطولة التي جرت حينها في عمّان بمشاركة منتخبات إيران وسوريا وكازاخستان وفلسطين والعراق والأردن ولبنان وقيرغيزستان، حملت اسم الراحل الملك الحسين، كان الحرص واضحاً وصريحاً بأن يبقى هذا الاسم الغالي مزامناً للكأس على امتداد نسخ البطولة وصولاً إلى النسخة الأخيرة التي طوت صفحتها قبل أيام قليلة في محافظتي كربلاء وأربيل العراقيتين.

هذا الكأس الذي جرى تصميمه وصناعته في إيطاليا عام 2000 من الفضة الخالصة والنحاس المعتق، جرى تخصيصه فقط لبطولة الرجال لما يحمل من تاريخ عريق، وكونه تزامن مع النسخة الأولى التي جرت لذكرى عزيزة، ولذا حرص اتحاد غرب آسيا الحفاظ على ديمومته رغم السنوات التي مضت عليه منذ صناعته ورغم تنقله بين كافة الاتحادات التي توجت بالنسخ الماضية، ولعل الصورة التي لا يزال يظهر عليها الآن تؤكد قيمته التاريخية الممتدة منذ فترة طويلة جداً، رغم ما تعرض له من أذى بشكل غير مقصود أثناء التتويج بالبطولة الأخيرة وبحيث لن يفقده ذلك قيمته وأهميته.

وإزاء ذلك بقي كأس البطولة يملك رمزية فريدة من نوعها، ما دفع اتحاد غرب آسيا لاعتماد نسخة أصلية واحدة منه فقط تنقلت بين خزائن المنتخبات الفائزة من نسخة لأخرى، وذلك تأكيداً لأهميته وقيمته الكبيرة وسعياً لاستمرارية رمزيته على امتداد نحو 19 عاماً.

التاريخ يسجل أن الكأس ذهب إلى خزائن المنتخب الإيراني أول مرة عام 2000، وثم انتقل إلى العراق حينما فاز منتخب أسود الرافدين بالنسخة الثانية 2002، قبل أن يستعيده المنتخب الإيراني الفائز بلقب النسخة الثالثة 2004، ويحتفظ به لنسختين متتاليتين (الرابعة والخامسة) في 2007 و2008، ثم ناله المنتخب الكويتي بفوزه بلقب النسخة السادسة 2011، ويعود المنتخب السوري بعدها للتزين به بالنسخة السابعة 2012، وبعد ذلك فاز به المنتخب القطري في النسخة الثامنة 2014، وأخيراً انتقل إلى البحرين التي فازت بلقب النسخة التاسعة والأخيرة قبل أيام.